هناك من الباحثين في «مايو كلينك» قال في أحد المقالات الطبية إن «كثرة
الجلوس هو تدخين جديد». بمعنى أن كثرة الجلوس أصبحت عامل خطورة للإصابة
بأمراض شرايين القلب مثل التدخين الذي هو عامل خطورة للإصابة بأمراض القلب.
والواقع أن كثرة الجلوس، وخاصة في العمل المكتبي وفي المنزل لمشاهدة
التلفزيون والعمل باستخدام جهاز الكومبيوتر أو لعب أوراق الكوتشينة أو
اللقاءات الأسرية أو الاجتماعية، هو من السلوكيات غير الصحية الآخذة في
الانتشار حتى بين متوسطي العمر. الأمر مرتبط بوزن الجسم والعادات
الاجتماعية وعدم اتخاذ العمل بسلوكيات صحية. وكانت عدة دراسات طبية قد
لاحظت أن البدناء يجلسون أطول في اليوم، ولمدة تزيد على ساعتين ونصف
الساعة، بالمقارنة مع ذوي الوزن الطبيعي.
وهناك الكثير من الدراسات الطبية التي لاحظت أن زيادة عدد ساعات الجلوس
في اليوم مرتبط بارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب والسمنة ومرض
السكري وبعض أنواع الأورام السرطانية.
كما أن من الملاحظ أن البشر اليوم يتحركون أقل وبنسبة 90 في المائة عما
كان عليه الإنسان قبل مائة عام. وهذه ملاحظة علمية مهمة ربما تفسر جانبا من
ارتفاع الإصابات بالأمراض في العصر الحالي بمقارنة بما كان عليه الناس قبل
مائة عام.